التهريب المعيشي بالشمال.. نقطة النهاية
جرى يوم السبت الماضي، بضواحي مدينة الفنيدق افتتاح منطقة الأنشطة الاقتصادية والتجارية، بحضور 53 تاجرا تم انتقاؤهم عبر طلب إبداء الاهتمام، ليكونوا هم النواة الأولى لانطلاق عمل هذه المنطقة في شطرها الأول.
وقد خصص هذا المشروع الذي تم إنجازه بكلفة 200 مليون درهم، 65 بالمائة من مجموع مرافقه الاقتصادية والتجارية، للتجار ومهنيي مدينة الفنيدق، باعتبار أن مدينة الفنيدق هي الأكثر تضررا من الكساد الاقتصادي بعد إغلاق معبر باب سبتة، في حين نسبة 20 بالمائة ستخول لتجار تطوان والمضيق، و15 بالمائة لتجار سبتة المحتلة الذين كانوا يشتغلون سابقا في منطقة تراخال بالمدينة المذكورة.
ويأتي هذا، بعدما قررت السلطات المغربية بعد أزيد من سنتين، إغلاق معبر باب سبتة المحتلة في وجه التهريب المعيشي الذي كان ينشط فيه الآلاف، فكيف سيؤثر هذا المشروع على اقتصاد سبتة المحتلة التي كانت تعتمد بشكل كبير على التهريب التجاري والاستيراد من المغرب.
المحلل الاقتصادي محمد جدري، قال إن المملكة المغربية، ومنذ افتتاح ميناء طنجة المتوسط، كانت تتجه نحو خلق قطيعة اقتصادية مع الثغور المحتلة لمدينتي سبتة ومليلية، قبل انتشار جائحة فيروس كورونا، والعمل بشكل نهائي على إغلاق المعابر الحدودية لهذه المدن المحتلة.
وأكد جدري، في اتصال هاتفي مع موقع ”برلمان.كوم”، أن خلق منطقة اقتصادية بمدينة الفنيدق، يأتي في سياق طرح حلول بديلة للتجار المتضررين من قرار إغلاق المعبر الحدودي، للإندماج في سوق الشغل.
وأوضح المحلل الاقتصادي، أن المغرب يحاول القضاء على القطاع غير المهيكل الذي كان يعتمد على التهريب المعيشي بمعبر سبتة المحتلة، في إطار برنامج تعميم الحماية الاجتماعية، ومن خلال إنشاء مناطق اقتصادية ببعض المدن المغربية، كالفنيدق وبوقنادل.
وبعدما شدد جدري، على أن كل هذه التدابير من شأنها ”تقوية دور المغرب كقوة إقليمية”، أبرز أن ذلك سيمكن المملكة المغربية من التفاوض من موقف قوة مع إسبانيا والضغط عليها.
ومن ثم، فإن ”تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين رهين باعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء”، حسب المتحدث.
وفي ذات السياق، أشار المحلل الاقتصادي، إلى أن سكان الأندلس تضرروا من عدم توافد المغاربة على الجنوب الإسباني في ظل الاختناق الاقتصادي، مشيرا إلى أن سبتة المحتلة أضحت ”مدينة شبح”، بعد إعلان مجموعة من التجار عن ”إفلاسهم”، إثر قرار المغرب القاضي بإغلاق معبر باب سبتة المحتلة.